منتدى حبايب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حبايب


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عبدالله و العالم

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبادي

عبادي


ذكر عدد الرسائل : 19
العمر : 35
العمل/الترفيه : طـآلبـ بالجامعه ..
المزاج : مرتـآآح ..
تاريخ التسجيل : 02/08/2008

عبدالله و العالم Empty
مُساهمةموضوع: عبدالله و العالم   عبدالله و العالم Icon_minitime1الثلاثاء أغسطس 05, 2008 7:18 am

[colo

قال عبد الله بعد دقيقة من التأمل :‏ – إياها- بدلت وما تزال معطيات وجودي وبناه، واقرر مع ذلك أن شيئا لم يكن، فقيمي وأخلاقي ولغتي هي هي … أو ليس ماضي صالحا لكل زمان ولكل مكان؟ وبانتظار بعث هذا الماضي، أنكفئ على لذاتي الجسدية وأرى أن المرأة، عندما تكون لي هي قمة الوجود الأمثل. فهي تعيد إلى العالم نضارته الأولى، تجعل الجو ربيعا دائما، وعندما أصطلي بنار جسدها يعود إلي شبابي. قلت يوما لذاتي في ساعة طرب ووسواس: أيمكن أن تكون حبيبتي لي وحدي حتى ولو خبأتها في جوف الأرض وحوطتها بكل تعاويذ الدنيا؟ إن حرصي المفرط هذا يجعلني عاجزا عن المغامرة ووعيي المرضي يفرز من الوسواس ما يفقد متعي نكهتها وحتى ليكاد يشطرني أحيانا شطرين متعارضين: هو وأنا والوعي في وضع كهذا شرس يخنق العفوية ويضعف الشخصية. فأنا عقيم وجدوى حياتي في حدود الصفر أحيانا .‏

و عندما يفقد المرء الحاضر، تهيمن على الشعور صور الماضي. وعندما تغيب المرأة من سياق حياته العادية تطارده صور الأجساد العارية، وإذ يتردى فالإحساس عنده هو الحقيقة المطلقة وما عداها وهم .‏

فخلاصة حياتي: طغيان الذاكرة وهوس المرأة .‏

و لكني أعرف بمعرفة أكيدة أني لست من شعب تافه ضعيف الشخصية، فالمواهب العديدة التي أورثنا إياها أبونا الأول ما تزال حية في أعماق نفوس الذين أراهم حولي وأتعامل معهم، وهم بأعداد وفيرة ومن مناطق لكل منها طابعها الخاص، يكفي أن نزيح عنها القشرة الكثيفة التي أحطناها بها من العقد والمحرمات المفتعلة كي تبعث وتنطلق فتنتج .‏

وأنا أعرف أن هذا ليس بالأمر اليسير. فقرون من الطغيان والحرمان التي أحكمت نسج هذه القشرة لا يزول مفعولها بسرعة. ولكن الأمر ليس ممتعا. إذ أن جذور هذا الشعب مترسخة في الأرض – كل الأرض – التي عاش عليها أجدادنا، ولم يزحزحه عنها قيد أنملة الغزو والاحتلال والتشريد والتقتيل الذي استمر دهراً، واللغة التي ننطق بها والتي هي لحمة وجودنا وسداه، قاومت وستقاوم، إلى ما شاء الله – محاولات التشويه والإبادة التي مارستها عليها شعوب الأرض وبقيت هي كما هي ترفض كل تبديل يمس جوهرها، فما الذي يعوز هذا الشعب كي يستأنف مسيرته في التاريخ؟‏

شيء واحد: التحرر الداخلي أو الثقة بالنفس أي أيضا الانتصار على الخوف إذا شئت. فالرقيب الداخلي أو الاجتماعي يستثيره الخوف الكامن في كل إنسان، ويتكون أول ما يتكون في أعماق اللا شعور. وإذا كان القهر والحرمان مستمرا امتد وانتقل إلى اللا شعور. وإذ يتملك الخوف الإنسان يتحول الرقيب الذاتي إلى مؤسسة اجتماعية تمتص الخوف وتعززه، تضاعفه ولكن تسيره في قنوات تجعله بمعنى ما مشروعا أو من مستلزمات حياة الجماعة .‏

إن الخائف يعرف كيف يوصد أبوابه، وينسى أن السدود المحكمة التي يشيدها حوله كلامية هي مجموعة من الأوامر والنواهي تفضح ضعفه، وسرعان ما يجتازها الآخر. ليس الغيرة أيا كان، خصما أو عدوا من حيث المبدأ، بل إن كلا منا – أنا وهو – من مستلزمات وجود الآخر. فكلانا متكاملان ويمكن أن نلتقي لقاء الند للند ونتعاون، والتوازن هنا أيضا واه. فإذا خشيته وهربت منه لا حقني. وبمقدار ما أخاف أفتح أمامه أبواب داري.‏

وبكلمة فإن عدو الإنسان يتكون فيه أول ما يتكون، شأنه شأن الأمراض الجسدية، إلا أن جرثومة الخوف أكثر فتكا بالإنسان وحالة من فتك الفيروسات الحيوانية والنباتية بالجسد، الفرق الوحيد الكبير بين الإنسان وجسده هو أن الكلمة الأخيرة في الوجود الإنساني ليست للجرثوم بل للإنسان ذاته فردا وجماعة الذي يكتب بيده كل يوم قرار قوته وضعفه، حياته وموته، الشيء الذي علينا أن نعرفه بمعرفة تتحول لتوها إلى عمل هو أن وجودنا منذ الآن في الآتي وليس في الغابر، إن فعل الوجود الذي ينشئ المستقبل هو في الحاضر وأن الماضي مضى وانقضى فهو مادة خام علينا أن نبدعها رصيدا للمستقبل ونحن نبدع المستقبل .‏

وجودي اليوم وغداً‏

قال يوما عبد الله وهو يتحدث إلى ذاته :‏

ربما إني وجدت لأقول ما قلت. أنا سؤال مقلق وضع بصيغة أو رؤية كاريكاتورية. أنا من بقايا دون كيخوته، غاش دون كيخوته في نهاية عصر حاول الإجهاز عليه ليشق الطريق أمام عصر جديد. وشعر الحداثة التي أنا منه على طريقي هو، بالنسبة إلينا باكورة مستقبل آخر سيختلف جذريا عن ماضينا الطويل بدون شك. ومع ذلك سيكون إياه، لا أدري كيف. لقد أصيب شعرنا القديم أو التقليدي منذ زمن طويل جداً فصار عاجزا عن أن يقول الواقع في إمكاناته المستقبلية. فهل نتركه للتاريخ، وقد يكون ارسخ وأقوى؟ أم نجدده في إيقاعه ومعانيه ورؤيته للعالم؟ هذه الأسئلة هي التي بدأ معلمي يطرحها مع وبعد كثيرين عندما يتصورني في خياله. الجواب تمليه الرؤية، فكل رؤية تستدعي شعرا، وسيكون المستقبل للشعر الذي يحمل بذورا مستقبلية .‏

أنا من عالم – والعالم يتناسى، ينسونه قلقه كي لا يعود فيتمرد ويقلب أوضاعا اجتماعية ومعنوية غير مستقرة فيعرض لخطر الاستمرار في واقع يتحرك فينا، وحولنا، وقد يعيدنا يوما إذا استمر الوضع على ما هو عليه، ‘لي هامش التاريخ الذي عشنا فيه قرونا نجتر ماضينا ..‏

ذلكم هو قانون الوجود – في التاريخ – من لا يتقدم يتأخر. من لا يجتاز الطريق يسقط على جانبها .‏

وماذا قلت للغافلين النائمين؟‏

قلت: تراوحون مكانكم وتظنون أنكم تمشون، فأنتم تطيرون في المنام، تسبحون في الخيال وفي الوهم تعملون وتنتجون. فما لكم ليس لكم وثرواتكم لغيركم. كيف يدعي التحرر من يحمل في نفسه بذور طاغية؟ واجهوا أنفسكم أولا … كونوا صريحين مع ذواتكم .‏

لقد جمع معلمي في أوهامكم كلها – نمقها، ضخمها، وقذفها في وجوهكم قائلا: تلك صورتكم في مرآة مقعرة. وأضاف: رأس الحكمة هنا معرفة الذات .. وبداية الخلاص، التصدي للواقع هو كما هو، وبلا مواربة .‏

ويرجع عبد الله ما قال بسرعة ويضيف :‏

كم ستعيش أقوالي بعدي؟ لا جواب عندي – ولا عند غيري – عن سؤال كهذا. فحياة الوجود الأدبي مرتبطة بقدرته على مواكبة الأجيال المقبلة والتحدث إليها، وهذه متسارعة التبدل، فعصرنا هو عصر المفاجآت المذهلة، وكم توارى موجود أدبي جيلا أو أكثر ثم بعث حيا … وبالمقابل فإن الأكثرية الساحقة من الموجودات الأدبية تتوارى نهائيا بعد تواري الجيل الذي وضعت بوحيه ومن أجله. وهذا صحيح في كل زمان وكل مكان. ولكني لا أعتقد – وربما لا أريد أن أعتقد – بأن أقوالي قصيرة المدى .‏

أنا شخصيا لن أعمر طويلا … هذا أمر مؤكد. فقد جعلني صاحبي هشاً ضعيف البنية وجعل من وجودي مجموعة رؤى عنيفة وأثيرية في الوقت ذاته، كل منها كالعاصفة تبدو وكأنها تنبثق من العدم، وعلى فجأة تهبط على الناس تجرفهم معها، ولا يكاد أحدهم يلتقط أنفاسه حتى تكون قد عادت إلى العدم، قلت يوما لنفسي وأنا أراجع ذاتي: أو يمكن للسراب أن يوجد؟ بلى ولكن في خيال العطشان … وللصم أن بنطق: بلى ولكن كما ينطوي الصدى؟ وللسكون أن يتحرك؟ بلى ولكن في عاطفة الملهوف، وفيعقل الذي فقد عقله. هذا وكان مع ذلك رهان صاحبي. والناس تهزهم التعارضات الحادة والمفارقات الصارخة، كما أنهم مولعون بقراءة الألغاز ولا أدري ما إذا كنت مجمع ألغاز أم مجموعة تناقضات .‏

أجل لقد وجدت لأتحدى … وأموت .‏

والسلطان يريد الناس نمطين … وهو لا يركن إلا للسلوك النمطي. وأنا وكل دقيقة شيء جديد في سلوكي فكيف لا أكون مشبوها عند السلطان وحراسه ورعاياه؟ أن أتحدث إلى الغيمة، فذلك مؤامرة. أنا أرقص فذلك رسالة أوجهها إلى العدو. أن أحمل رغيفي وأهرب فأنا محتكر أتأمر على خبز الشعب … وأن ألقي نظرة إعجاب على النخلة، فهذا يعني أن أضع خطة لإشعال النار في غابة من كل انتقاد يوجه إلي، من كل إجراء يتخذ بحقي، صار الضحك في عادة متأصلة: لا أدري ما إذا كان الضحك عندي للضحك، لحماية نفسي أم لتحدي الناس. والسلطان، سجنوني ربع قرن فضحكت، أخرجوني فضحكت، ضحكت وأنا جوعان، عريان عطشان، ضحكت وأنا ادخل السجن فضحكت.‏

ثم تساءلت، لم صار اليوم الضحك هستيريا؟‏

يرى عبد الله معلقا يتساءلون مشدوهين: أهو يضحك هناك أيضاً .‏

ترى من يكون عبد الله؟‏

فاطمة على طريق الجلجلة :‏

قال عبد الله وهو يودع هذا العالم: سأروي لكم قصة قلم نجد لها اليوم مثيلاً: هي قصة فاطمة. وستقولون لي في نهايتها: ترى من تكون فاطمة؟ قال: كانت فاطمة شاهدا على عصر القتلة، عاصرته، عاشته في جسدها، حفظة تفاصيله الأدق في ذاكرتها، في تلك الأيام كانت فاطمة تجتاز طريق الجلجلة الطويل، طريق الأنبياء، شردوا، عذبوا، قتلوا فلم يستسلموا ولا لأنت لهم عود قالت فاطمة :‏

لن أدفع ضريبة الدمع للأشقياء. لم يحن بعد عصر الرثاء. وعواطفي درعي تقيني صقيع الشتاء وحر الصيف الاستوائي .‏

رأت فاطمة في طريقها المصلين في المسجد يطلبون رحمته تعالى: وعيونهم شاخصة نحو السماء، وفي نظراتهم سؤال معلق: أو يسمح الله للقتلة بتدنيس بيته وتذبيح الأطفال وبقية الأبرياء، رأت المئذنة تحني رأسها مع التائبين .‏

ربما صرعوا الناقوس، فلم أسمع صوتا حتى الآن، وتراه على بعد خطوات مدفونا بين الأنقاض عجبا ترى هنا يا ناقوس، قالت فاطمة فأجابها: لن أقرع للسفاحين، غدروا بالرجال واغتالوا الأبطال، لا تخشى شرا يا ناقوس الخير. سينتهي يوما عصر القتلة ويعود إليك وجهك المشرق فتعانق المئذنة التي تكون قد عادت إليها استقامتها لم تسمع فاطمة لأقوالها. أيصمت الرسل، قالت فاطمة:‏

بلى. ففي عصر القتلة يحبسون دموعهم ويلوذون بالصمت.‏

وتمر فاطمة بجانب القتلة، تخترق صفوفهم موشحة بصمتها. لن تسمح لناظري أي منهم أن تلتقي ناظريها، لم تحتقرهم، لم تستهن بغطرسيتهم أوصدت قلبها في وجههم، اعتبرتهم غير موجودين طريقها غير طريقهم. طريقها ابعد بكثير من طريقهم .‏

عجباً، شهقت فاطمة عندما أدركت قمة الجلجلة … يا حمامة الخير … أين عيسى ومريم؟ لم تجب الحمامة .. جمدت في مكانها .. اختنق صوتها في حلقها … سالت على خدها نقطة دم كانت قد حلت محل الدموع .‏

أمر القتلة من هنا يا حمامة الفرح؟‏

لن تتكلم الحمامة بعد الآن .‏

- لن تخشي شرا بعد الآن. فسيعود الفرح إلى هذه الديار .‏

التقطت الحمامة أنفاسها، بعد فترة صمت طويل، اطمأنت إلى فاطمة واقتربت منها فرأتها نائمة .‏

- أهي البقية الباقية من الحياة التي عمرت يوما هذه الديار؟ هذا القلب الكبير لن يموت وتسأل الحمامة .‏

- ترى من تكون فاطمة؟‏

أنطون المقدسي‏ [/color]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gtr
Admin
gtr


ذكر عدد الرسائل : 281
العمر : 34
العمل/الترفيه : طالب العلم من المدرسة
المزاج : خو جحله مواصل
تاريخ التسجيل : 24/07/2008

عبدالله و العالم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبدالله و العالم   عبدالله و العالم Icon_minitime1السبت أغسطس 16, 2008 7:13 am

:\
بف
عبادي شو هظا
لووووول مت وانا اقرا
وما خلصت
بس صج صج يعطيك الف الف الف عافيه
وحش عبادي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://gtr1po.roo7.biz
عبادي

عبادي


ذكر عدد الرسائل : 19
العمر : 35
العمل/الترفيه : طـآلبـ بالجامعه ..
المزاج : مرتـآآح ..
تاريخ التسجيل : 02/08/2008

عبدالله و العالم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبدالله و العالم   عبدالله و العالم Icon_minitime1الأربعاء سبتمبر 10, 2008 1:40 pm

شكون على الردو
flex
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسة حنآن
مشرفة الشعر والشعراء
مشرفة الشعر والشعراء
همسة حنآن


انثى عدد الرسائل : 303
العمل/الترفيه : ولا شي بلبيت خخخخ
المزاج : عــآدي
تاريخ التسجيل : 28/07/2008

عبدالله و العالم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبدالله و العالم   عبدالله و العالم Icon_minitime1الخميس سبتمبر 11, 2008 4:25 am

مشكوووووووووووووور


يعطيك الف عافية
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عبدالله و العالم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حبايب :: الشعر و الشعراء-
انتقل الى: